عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2019, 10:43 AM   رقم المشاركة : 2
كبار شخصيات المنتدى







رضا البطاوى غير متواجد حالياً

افتراضي

"أما السفينة فكانت لمساكين يعملون فى البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا "المعنى أما الفلك فكان لمحتاجين يشتغلون فى الماء فأحببت أن أفسدها وكان بعدهم حاكم يمسك كل فلك بالقوة،يبين الله لنبيه(ص)أن العبد الصالح (ص)قال لموسى (ص):أما السفينة وهى الفلك فكانت لمساكين يعملون فى البحر والمراد فكانت ملك لمحتاجين يشتغلون فى اليم لسد حاجاتهم فأردت أن أعيبها والمراد فشئت أن أفسدها إفسادا هينا والسبب أن وراءهم أى بعدهم والمراد على أرضهم ملك أى حاكم يفعل التالى :يأخذ كل سفينة أى يمسك كل فلك بالقوة والمراد يضم لملكه كل سفينة سليمة باستخدام القوة ضد أصحابها وبإفساد الفلك المملوك لهم لن يأخذه الملك وساعتها سيصلحونه ويستخدمونه مرة أخرى .
"وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما "المعنى وأما الصبى فكان والداه مصدقين بحكم الله فخفنا أن يجبرهما ظلما أى كذبا فأحببنا أن يعطيهما خالقهما أفضل منه طهارة أى أحسن نفعا ،يبين الله لنبيه(ص)أن العبد الصالح (ص)قال لموسى (ص) :وأما الغلام وهو الشاب فكان أبواه وهما والداه مؤمنين أى مصدقين بوحى الله فخشينا أن يرهقهما طغيانا أى كفرا والمراد فخفنا أن يجبرهما على الظلم أى الكفر ،وهذا يعنى أن السبب فى قتل الشاب هو الخوف من أن يجبر أبويه على الكفر فيكفرا ،فأردنا أى فأحببنا أن يبدلهما أى أن يعطيهما ربهما خيرا منه زكاة أى أحسن منه دينا أى أقرب رحما أى أحسن نفعا ،وهذا يعنى أن الله سيعطى الأبوين غلاما أخر أفضل من الغلام المقتول فى أنه مسلم والأخر كافر .
"وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين فى المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمرى ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا "المعنى وأما البناء فكان لطفلين فاقدى الأب فى البلدة وكان أسفله مال لهما وكان والدهما مسلما فأحب إلهك أن يصلا رشدهما ويستطلعا مالهما نفع من إلهك وما صنعته من نفسى ذلك تفسير الذى لم تقدر عليه تحملا ،يبين الله لنبيه(ص)أن العبد الصالح (ص)قال لموسى (ص) أما الجدار وهو المبنى الذى أقمته فكان ملك غلامين يتيمين أى طفلين فاقدى الأب فى المدينة وهى البلدة وكان تحته كنز لهما أى وكان أسفله مال لهما وكان أبوهما صالحا والمراد وكان والدهما مسلما وضعه لهما تحت الجدار ،وهذا يعنى أن المبنى كان ملك طفلين من اليتامى كان والدهما المسلم قد دفن أسفله مال له حتى يكون ذخيرة للطفلين فى المستقبل ،وقال فأراد ربك أى فأحب خالقك أن يبلغا أشدهما والمراد أن يصلا لسن الرشد ويستخرجا كنزهما أى ويستطلعا مالهما رحمة من ربك أى نفع من خالقك ،وهذا يعنى أن الله شاء أن يكبر الطفلين ثم يخرجا مالهما من تحت البناء وكان هذا منه رحمة بهما ،وقال ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا أى هذا تفسير الذى لم تطق له تحملا وهذا يعنى أن ما قاله من قبل هو تفسير الأفعال التى فعلها رغم أنها كانت جرائم فكل منها كان له سبب وهذا يعنى ألا نفسر كل الأمور حسب ظاهرها وإنما علينا نفكر فيها حتى نعرف هل تفسر حسب ظاهرها أم باطنها .
"ويسألونك عن ذى القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا إنا مكنا له فى الأرض وأتيناه من كل شىء سببا فأتبع سببا "المعنى ويستفهمونك عن صاحب القرنين قل سأقص عليكم منه بعضا إنا حكمناه فى البلاد وأعطيناه فى كل أمر حكما فأطاع حكما ،يبين الله لنبيه(ص)أن الناس يسألونه أى يستخبرونه عن ذى القرنين وهو صاحب القرنين وهو رسول من رسل الله (ص)،ويطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس :سأتلوا عليكم منه ذكرا والمراد سأقص عليكم منه علما ،إنا مكنا له فى الأرض أى إنا حكمناه فى البلاد ،وهذا يعنى أن الله جعله حاكما على دولة الإسلام فى عصره ،وقال وأتيناه من كل شىء سببا أى وأعطيناه فى كل أمر حكما فأتبع سببا أى فأطاع حكما ،والمراد أن الله أعطاه وحى فيه كل الأحكام فأطاع الأحكام طاعة عادلة والخطاب للنبى(ص)ومنه للسائلين ومثله بقية القصة .
"حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب فى عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا "المعنى حتى إذا وصل مكان لمغرب الشمس فى الأرض لقاها تميل فى نهر متغير ولقى لديها شعبا قلنا يا صاحب القرنين إما أن تعاقب وإما أن تصنع لهم نفعا ،يبين الله للناس على لسان نبيه(ص) أن ذا القرنين بلغ مغرب الشمس أى وصل مكانا أخر النهار فوجد الشمس أى لقى الشمس تغرب أى تسقط فى عين حمئة أى فى نهر متقلب الألوان وهذا يعنى أنه وصل للنهر وقت فيضانه حيث تعكؤت المياه بسبب الطمى ساعة المغرب ووجد عندها قوما والمراد ولقى لدى النهر ناسا قلنا أى أوحينا له :يا ذا القرنين أى يا صاحب القرنين إما أن تعذب والمراد إما أن تهلك وإما أن تتخذ فيهم حسنا أى تصنع بهم معروفا والمراد تعطى لهم النفع والخير .
"قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا وأما من أمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا "المعنى قال أما من كفر فسوف نعاقبه ثم يعود إلى خالقه فيعاقبه عقابا شديدا وأما من صدق وفعل نافعا فله ثواب النافعة وسنقول له من حكمنا نفعا ،يبين الله لنا على لسان نبيه(ص)أن ذا القرنين(ص)رد على تحكيم الله له فى القوم فقال :أما من ظلم أى كفر فسوف نعذبه أى نعاقبه والمراد نقتله ثم يرد إلى ربه أى ثم يعود إلى حكم إلهه فيعذبه عذابا نكرا أى فيدخله عقابا عظيما هو النار ،وهذا يعنى أن الظالم له عقاب دنيوى هو القتل وعقاب أخروى هو دخول عذاب النار فى الآخرة ،وقال وأما من أمن أى صدق بوحى الله وعمل صالحا أى وفعل حسنا فله جزاء الحسنى أى فله عطاء الجنة وسنقول له فى الدنيا من أمرنا أى حكمنا يسرا أى نفعا وهذا يعنى أنه سيعطى المؤمن العطاء النافع له فى الدنيا كما سيعطى له الله العطاء الحسن فى الآخرة .
"ثم اتبع سببا حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا "المعنى ثم أطاع حكما حتى إذا وصل لمكان تشرق فيه الشمس لقاها تشرق على أناس لم نخلق لهم من سواها حجابا وهكذا وقد علمنا بما عنده علما ،يبين الله لنا على لسان نبيه(ص)أن ذا القرنين (ص)أتبع سببا أى أطاع حكم الله بالجهاد فسار فى الأرض حتى إذا بلغ مطلع الشمس والمراد حتى إذا وصل مكانا وقت شروق الشمس وهو بداية النهار وجدها تطلع على قوم لم نجعل من دونها سترا والمراد لقاها تشرق على ناس لم يخلق لهم من قبلها لباسا وهذا يعنى أن القوم كانوا يعيشون عرايا دون أى لباس يوارى عورتهم سواء رجال أو نساء ،ويبين لنا أن كذلك والمراد أن ذا القرنين (ص)تصرف مع القوم حسبما قال مع القوم السابقين وهو عقاب من يكفر وإثابة من يسلم ،وقد أحاط الله بما لديه خبرا والمراد أن الله عرف بما فعله معرفة تامة لا نقص فيها .
"ثم أتبع سببا حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا"المعنى ثم أطاع حكما حتى إذا وصل بين الحاجزين لقى من قبلهما ناسا لا يريدون يفهمون وحيا ،يبين الله لنا على لسان نبيه(ص)أن ذا القرنين (ص)أطاع حكما من الله فسار فى الأرض حتى إذا بلغ بين السدين والمراد حتى إذا وصل مكان بين الجبلين وجد من دونهما أى قابل قبل الجبلين قوما لا يكادون يفقهون قولا والمراد ناسا لا يريدون يعقلون وحيا وهذا يعنى أنه التقى عند الجبلين بشعب لا يؤمن بحكم الله .
"قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون فى الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا "المعنى قالوا يا صاحب القرنين إن يأجوج ومأجوج ظالمون فى البلاد فهل نعين لك مالا على أن تقيم بيننا وبينهم حاجزا ،يبين الله لنا على لسان نبيه(ص)أن القوم قالوا للرجل:يا ذا القرنين (ص) إن يأجوج ومأجوج وهما قبيلتان مفسدون فى الأرض أى ظالمون فى البلاد والمراد كافرون بحكم الله لا يعملون به فى البلاد أى يعتدون على الناسب كل الوسائل ،ثم قالوا فهل نجعل لك خرجا أى فهل نعطى لك مالا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا والمراد مقابل أن تقيم بيننا وبينهم حاجزا يمنعهم من دخول بلادنا ؟وهذا يعنى أنهم يطلبون منه إقامة سد يمنع يأجوج ومأجوج من الوصول لبلادهم مقابل أن يعطوه الخرج وهو المال الكثير .
"قال ما مكنى فيه ربى خير فأعينونى بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما آتونى زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتونى أفرغ عليه قطرا فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا "المعنى قال ما أقدرنى فيه إلهى أفضل فساعدونى ببأس أصنع بينكم وبينهم حاجزا ،هاتوا لى قطع الحديد حتى إذا ساوى بين الجانبين قال انفثوا حتى إذا جعله مشتعلا قال هاتوا لى أضع عليه نحاسا فما قدروا أن يثقبوه أى ما قدروا له خرما ،يبين الله لنا على لسان نبيه(ص)أن ذا القرنين قال للقوم :ما مكننى فيه ربى خيرا والمراد ما قدرنى عليه خالقى أفضل من خرجكم الذى تريدون إعطائى ،وهذا يعنى رفضه لأخذ الخراج وهو المال الذى قالوا له عليه ،وقال فأعينونى بقوة أى فساعدونى ببأس والمراد اعملوا معى بكل ما لديكم من أسباب العمل ،وقال أجعل بينكم وبينهم ردما أى أصنع بينكم وبينهم سدا يمنعهم من الوصول إليكم ،وقال :آتونى زبر الحديد أى أحضروا لى قطع الحديد فلما أحضروه ساوى بين الصدفين أى فعدل بين الجانبين وقال :انفخوا أى انفثوا هواء حتى إذا جعل الفرن نارا مشتعلة قال لهم آتونى أفرغ عليه قطرا والمراد احضروا لى أصب عليه نحاسا ،وهذا يعنى أنه عمل السد من سبيكة الحديد والنحاس بواسطة النار التى أشعلها فى الفرن الذى أقامه بين جانبى السد .
"قال هذا رحمة من ربى فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء وكان وعد ربى حقا وتركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض ونفخ فى الصور وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا الذين كانت أعينهم فى غطاء عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعا "المعنى قال هذا فضل من خالقى فإذا أتى ميقات خالقى جعله متهدما وكان ميقات خالقى واقعا وجعلنا بعضهم يومذاك يتحرك مع بعض ونفث فى البوق وكشفنا النار يومذاك للكاذبين كشفا الذين كانت قلوبهم فى حجاب عن طاعتى وكانوا لا يفعلون طاعة ،يبين الله لنا على لسان نبيه(ص)أن ذا القرنين قال لهم :هذا رحمة من ربى أى السد نفع من إلهى يمنع يأجوج ومأجوج عنكم فإذا جاء وعد ربى أى فإذا أتى ميقات خراب السد من إلهى جعله دكا أى جعله متحطما وكان وعد ربى حقا والمراد وكان قول إلهى متحققا والمراد كان خراب السد وهى وعد الله حادثة ،ويبين الله لنا أنه يتركهم يموج أى يدعهم يتحرك بعضهم مع بعض وهذا يعنى أن يأجوج ومأجوج معزولين بسد بين جبلين الآن ولا أحد يعرف مكان هذا السد حاليا ،وفى هذا اليوم ينفخ فى الصور أى ينفث فى البوق والمراد أن الملاك ينفث فى القرن فيصدر صوتا لبعث الخلق فيقومون من موتهم وعند ذلك يعرض الله جهنم على الكافرين عرضا والمراد يكشف الله النار أمام المكذبين بوحى الله كشفا حتى يشاهدوا العذاب والكافرون هم الذين كانت أعينهم فى غطاء عن ذكر الله والمراد وهم الذين كانت قلوبهم فى بعد عن طاعة حكم الله وفسرهم بأنهم الذين كانوا لا يستطيعون سمعا والمراد الذين كانوا لا يقدرون فهما للوحى ومن ثم لا يقدرون على طاعته.
"أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادى من دونى أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا "المعنى هل ظن الذين كذبوا أن يجعلوا عبيدى من سواى أنصار إنا جهزنا النار للكاذبين مقاما،يسأل الله أفحسب الذين كفروا أى هل اعتقد الذين كذبوا وحى الله أن يتخذوا عبادى من دونى أولياء والمراد أن يتبعوا خلقى من سواى أربابا ولا يعاقبون؟والغرض من السؤال هو إخبار الكفار أنهم سوف يعاقبون على طاعتهم أى عبادتهم لغير الله ويبين لنا أنه أعتد جهنم للكافرين نزلا والمراد أنه جهز النار للمكذبين بوحى الله مقاما دائما والخطاب وما بعده للنبى(ص) .
"قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتى ورسلى هزوا"المعنى هل نخبركم بالحابطين أفعالا الذين ضاع عملهم فى المعيشة الأولى وهم يظنون أنهم يصلحون عملا أولئك الذين كذبوا بأحكام إلههم ومقابلته فخسرت أفعالهم فلا نعطى لهم يوم البعث عطاء ذلك عقابهم النار بما كذبوا أى جعلوا أحكامى وأنبيائى سخرية،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا والمراد هل نخبركم بالمسيئين أفعالا أى هل نعلمكم بالذين حبطت أعمالهم السيئة ؟ثم يجيب على السؤال بقوله هم الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا والمراد هم الذين ساء عملهم فى المعيشة الأولى وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أى وهم يظنون أنهم يصلحون عملا ،وهذا يعنى أن الكافر يظن عمله السيىء فى الدنيا عمل حسن يثاب عليه ،والأخسرين أعمالا هم الذين كفروا أى كذبوا بآيات ربهم وهى أحكام خالقهم ولقائه وهو جزائه فكانت النتيجة أن حبطت أعمالهم أى خسر أجر أفعالهم والمراد ساءت أفعالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا والمراد فلا نعطى لهم يوم البعث ثوابا أى عطاء حسنا وذلك أى جهنم هى جزاؤهم أى عقابهم والسبب ما كفروا أى ما كذبوا وفسر هذا بأنهم اتخذوا آيات الله وهى أحكام الله ورسله أى أنبيائه(ص)هزوا أى سخرية والمراد أنهم كذبوا أحكام الله المنزلة على رسله(ص).
"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا "المعنى إن الذين صدقوا وفعلوا الحسنات كانت حدائق الخلود مقاما مقيمين فيها لا يريدون عنها تبديلا ،يبين الله لنا أن الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات كانت لهم جنات الفردوس نزلا والمراد كانت حدائق النعيم لهم عطاء أى مسكن خالدين فيها أى مقيمين فيها لا يبغون عنها حولا أى لا يريدون منها خروجا والخطاب وما بعده حتى أخر السورة للنبى(ص).
"قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا"المعنى قل لو كان الماء حبرا لإرادات إلهى لفنى الماء قبل أن تفنى إرادات إلهى ولو أتينا بقدره حبرا ؟،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس لو كان البحر مدادا أى لو كان ماء اليم حبرا مظهرا لكلمات ربى وهى إرادات خالقى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى أى لانتهى ماء اليم قبل أن تنتهى إرادات خالقى ولو جئنا بمثله مددا أى حتى ولو أتينا بقدر ماء البحر زيادة عليه ،وهذا يعنى أن أى مخلوق لا يستطيع أن يسجل إرادات الله مهما كانت المادة التى يسجل بها إرادات فهذه المادة ستفنى قبل أن تنتهى إرادات الله التى لا تنتهى لإستمرار الحياة .
"قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا"المعنى قل إنما أنا إنسان شبهكم يلقى إلى أنما ربكم رب واحد فمن كان يريد عطاء إلهه فليفعل فعلا حسنا ولا يقاسم فى طاعة إلهه أحدا،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس :إنما أنا بشر مثلكم أى إنما أنا إنسان شبهكم وهذا يعنى أنه لا يستطيع أن يفعل شىء زائد عما يفعله البشر ،يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد والمراد يلقى إلى أنما ربكم رب واحد ،وهذا يعنى أن الشىء الزائد عليهم فيه هو أنه يلقى له الوحى من الله طالبا عبادة الله وحده ،فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أبدا والمراد فمن كان يريد ثواب خالقه فليفعل فعلا حسنا وفسره بأنه لا يقاسم فى الطاعة رب غير الله وهذا يعنى أن يطيع الله وحده ولا يطيع أحد معه مهما كان







    رد مع اقتباس