ساهم في علاج مريض بالضغط على الدعايات اعلى الصفحة الرئيسية واجعلها صدقة عن نفسك فالنقرة لن تأخذ منك غير دقيقة ولكنها قد تفرج كربة انسان

العودة   عيادات العرب الطبية - موقع استشارات طبية مجانية > العيادات الاجتماعية > المنتدى الإسلامي
التسجيل تعليمات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم
 
 
أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
قديم 11-19-2014, 10:01 PM   رقم المشاركة : 1
عضو مبتدئ







الصبر الجميل غير متواجد حالياً

افتراضي *تعريف السعادة وأوهامها*

تحية عطرة

السلام عليكم يا أصحابي وأخواتي

تعريف السعادة وأوهامها

عرف الكاتب حفظه الله السعادة فيقول: (السعادة عند أهل اللغة: هي ضد الشقاوة، فلان سعيد، أي: ضد الشقي. وأهل التربية وعلماء النفس يقولون بعبارة موجزة جميلة: هي ذلك الشعور المستمر بالغبطة والطمأنينة، والأريحية والبهجة، وهذا الشعور السعيد يأتي نتيجة للإحساس الدائم بخيرية الذات، وخيرية الحياة، وخيرية المصير). ثم يقول: (أوهام السعادة! سأقف طويلاً أيها الأخ الكريم عند هذه القضية؛ وما ذاك إلا لأنها قضية حاسمة، ومهمة في تحديد مسيرة حياتنا، بل وتحديد مفاهيمنا الخاطئة عن السعادة، والتي منها: السعادة في المال). فهو أولاً ذكر السعادة في المال وأتى بأمثلة على ذلك، كذلك أتى بأمثلة على سعادة الشهرة، ثم سعادة الشهادات، فيقول: (نتساءل كثيراً عن السعادة: هل السعادة في تكديس المال وفي جمع الثروات، وبناء العقارات والقصور؟ هل هذه هي السعادة؟ كثير من الناس يتوهم ذلك، فهذا سعيد؛ لأنه يملك الأرصدة في البنوك! وفلان سعيد، لأنه يملك كذا من الأراضي، وكذا من العمارات. فلان سعيد؛ لأنه يملك كذا وكذا! كثير من الناس يطلق هذا الوهم بلسانه، وكثير منهم يعتقده بقلبه، فيتصرف من هذا المنطلق الخاطئ. أقول: ليست السعادة في جمع المال، على حد قول الشاعر: ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد أخي المسلم! أقف معك حول هذه القضية، أعني: قضية أن السعادة في المال؛ لأنها من أهم القضايا في أوهام السعادة، وجملة القول: ليس كل صاحب مال سعيداً، فكثير من أرباب المال وأصحاب الثروات يعيشون في شقاء وتعاسة دائمة في حياتهم الدنيا قبل الآخرة). ويمكن أن تسألوا أصحاب المال: هل وجدتم السعادة المنشودة؟ يقول: (إنهم يتعبون في جمع المال، وفي حفظه واستثماره)، وقد يكون مشغولاً كيف يستثمر هذا المال؟ وكيف ينمّي هذا المال؟ ثم يقول: (والقلق والخوف من فوات هذا المال وزواله). كم من إنسان يملك المليارات ولكنه خائف قلق، لماذا كل هذا الخوف؟ ولم كل هذا القلق؟ إنه يخاف على هذا المال، يخاف أن تأتي هزة سياسية، أو يأتي لصوص فيسرقون هذا المال. إذاً: فهو يعيش في شقاء، خوف، قلق، هم، غم، بل إنه لا ينام الليل، وهذا أمر مجرب مشاهد ترونه بأعينكم، بل قد يكون المال سبب هلاكه ومماته. كم من غني خُطف أو قُتل بسبب تجارته؟ بل كم من غني حرم من لذاته بسبب أمواله، تجده لا يمشي طليقاً، ولا يمشي حراً، لا يسافر كما يريد، لا ينام كما يريد، كل هذا بسبب أمواله؟ ثم كم من إنسان صاحب مال زال ماله، وزالت ثرواته بسبب أو بآخر، فعاش بقية حياته في تعاسة وشقاء؟


طلب السعادة في المال


إليكم هذه النماذج الناطقة: بدأ الكاتب حفظه الله بقصة قارون مختصرة، فقال: (تلك القصة التي أوردها القرآن الكريم عن قارون ، حيث قال سبحانه وتعالى: "فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ "
[القصص:79]، في قمة سعادته، حتى إن قائلهم يقول: "إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" [القصص:79] خرج في زينته فهو ذو حظ عظيم، كل هذا من أوهام السعادة، والنتيجة لكفره بأنعم الله كما يقول الله سبحانه وتعالى:" فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ" [القصص:81] أي: سعادة هذه وأي نهاية هذه؟). وعلى هذا فقول أمية بن خلف وأمثاله يوم القيامة: "مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ" [الحاقة:28]لم يأت من فراغ، فبئس المال الذي لا يغني عن صاحبه شيئاً. والقصة الثانية: قصة كرستينا أوناسيس ، لعل بعض الإخوة يكون قد سمع قصة أوناسيس الملياردير فهو من أغنى أغنياء العالم، وتزوج من زوجة الرئيس الأمريكي السابق جون كنيدي من فترة طويلة، يمكن من أكثر من (20) سنة أو (25) سنة، وحكي لنا عن ثرواته الكثيرة حيث إن له أسطولاً بحرياً وعنده أشياء عديدة، فالكاتب حفظه الله يحكي عن قصة كرستينا ابنة أوناسيس هذا الكافر. يقول: (قصة عجيبة تابعت فصولها على مدى (15) عاماً أو تزيد، وانتهى آخر فصل منها منذ أشهر فقط، إنها قصة: كرستينا أوناسيس ). والله سبحانه وتعالى قد ضرب لنا أمثالاً من الكفار في القرآن، فلا غرو ولا عجب أن نضرب لكم مثلاً باسم هذه المرأة. إليكم قصة هذه المرأة كرستينا أوناسيس : تلك الفتاة اليونانية، ابنة المليونير المالي المشهور أوناسيس ، ذلك الذي يملك المليارات، يملك الجزر، يملك الأساطيل. هذه الفتاة مات أبوها، وقبل ذلك ماتت أمها، وبينهما مات أخوها، وبقيت هي الوريثة الوحيدة مع زوجة أبيها لهذه الثروات الطائلة). يقول: (أتدري أيها القارئ الكريم كم ورثت؟ لقد ورثت من أبيها ما يزيد عن خمسة آلاف مليون ريال! فتاة تملك أسطولاً بحرياً ضخماً! تملك جزراً كاملة! تملك شركات طيران! أخي الكريم! امرأة تملك أكثر من خمسة آلاف مليون ريال، بقصورها وسفنها وطائراتها، أليست في مقاييس كثير من الناس أسعد امرأة في العالم؟! كم من إنسان يتمنى أن يكون مثل هذه المرأة! ألست تعلم أنه لو وزعت ثرواتها على مائة فرد لأصبحوا من كبار الأثرياء، بحيث يصل كل واحد منهم خمسون مليون ريال، فهو إذاً من كبار الأثرياء، فما بالك بامرأة تملك هذه الثروة؟ السؤال هو: هل هذه المرأة سعيدة؟ إليكم فصول قصتها العجيبة، وسيتبين لكم من خلالها الجواب: أما أمها فقد ماتت بعد حياة مأساوية، كان آخر فصولها الطلاق. وأما أخوها: فقد هلك بعدما سقطت به طائرته التي كان يلعب بها. وأما أبوها فقد اختلف مع زوجته الجديدة التي هي جاكلين كنيدي زوجة الرئيس الأمريكي السابق كنيدي ، تلك الزوجة التي تزوجها بملايين الدولارات، يبحث عن الشهرة فقط، ليقال: إنه تزوج بزوجة الرئيس الأمريكي جون كنيدي من أشهر رؤساء أمريكا، ومات مقتولاً، ومع ذلك فقد عاش معها في شقاء دائم. تصور أن من بنود عقد الزواج ألا تنام معه في فراش، وألا يسيطر عليها، وأن ينفق عليها الملايين حسب رغبتها، ومع ذلك فقد اختلفت معه، وعندما مات اختلفت مع ابنته. يقول: (وخلاصة القول أن هذه الفتاة كانت قد تزوجت في حياة أبيها برجل أمريكي، وعاش معها شهوراً، ثم طلقها أو طلقته، وبعد وفاة أبيها تزوجت برجل آخر يوناني، وعاش معها شهوراً ثم طلقها أو طلقته، ثم انتظرت طويلاً تبحث عن السعادة، أتعلمون من تزوجت للمرة الثالثة أغنى امرأة في العالم على الإطلاق؟ أتعلمون من تزوجت؟ لقد تزوجت شيوعياً روسياً، يا للعجب! قمة الرأسمالية تلتقي مع قمة الشيوعية! وعندما سألها الناس والصحفيون بشكل خاص، عندما سألوها: أنت تمثلين الرأسمالية فكيف تتزوجين بشيوعي؟ عندها قالت: أبحث عن السعادة! نعم، لقد قالت: أبحث عن السعادة، وبعد الزواج ذهبت معه إلى روسيا، وبما أن النظام هناك لا يسمح بامتلاك أكثر من غرفتين، ولا يسمح بخادمة، فقد جلست تخدم في بيتها، بل في غرفتيها، فجاءها الصحفيون وهم يتابعونها في كل مكان، فسألوها: كيف يكون هذا؟ قالت: أبحث عن السعادة، وعاشت معه سنة، ثم طلقها بل طلقته، ثم بعد ذلك أُقيمت حفلة في فرنسا، وسألها الصحفيون: هل أنت أغنى امرأة؟ قالت: نعم، أنا أغنى امرأة ولكني أشقى امرأة! وآخر فصل من فصول المسرحية الحقيقية تزوجت برجل فرنسي، لاحظوا أنها تزوجت من أربع دول وليس من دولة واحدة لعلها تجرب حظها، تزوجت بغني فرنسي أحد رجال الصناعة، وبعد فترة يسيرة أنجبت بنتاً، ثم



طلب السعادة في الرياضة

يقول: (هل السعادة في الشهرة، كالرياضة والفن؟ أقول: لا؛ لأن الشهرة شقاء لا سعادة، ولأن الشهرة لا حقيقة لها إن لم ترتبط بتقوى الله سبحانه وتعالى). يعني: الذي يتقي الله يهرب من الشهرة ويرفضها؛ لأنه يتقي الله عز وجل، يقول الله عز وجل:" تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" [القصص:83]، فلا يلتقي أبداً طلب رضا الله عز وجل وطلب جنة الله عز وجل وطلب الآخرة مع طلب الرفعة والشهرة والمنصب والجاه في الدنيا، فأهل الإيمان لا يعملون للشهرة. يقول: (والذي يتقي الله سبحانه وتعالى لا يريد الشهرة؛ لأن الشهرة إذا ارتبطت بغير سبب أصيل فإنها تزول سريعاً، وإذا زالت عن صاحبها عاش في شقاء وتعاسة، قد يتوهم كثير من الناس أن السعادة موجودة عند صنفين من الناس: هم أهل الرياضة، وأهل الفن). يعني: هؤلاء هم أصحاب الشهرة في هذه المجتمعات الهابطة والساقطة التي تمدح أهل الفن وأهل الرقص وأهل الموسيقى، وأهل الفسق وأهل المعاصي والإباحية، بينما يلاقي أهل الدين من الاضطهاد ومن الحرب ومن التضييق عليهم وغير ذلك، قرأت في إحدى الجرائد عن فريد شوقي أو غيره ممن ملأ الدنيا شراً وفساداً، أن الدولة تتكفّل بعلاجه في الخارج، مع أنه صاحب شركات وصاحب أموال، بينما لو كان هذا المريض من الدعاة إلى الله عز وجل أو من عامة المسلمين فإنه أهون عليهم من الهوان، ولكن القيامة خافضة رافعة، تخفض أقواماً وترفع آخرين، ترفع أهل الدين وأهل الصلاح، وتخفض أهل الفسق وأهل الفجور وأهل المعاصي: "وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" [البقرة:212] فالعبرة بما سبق، من أن الله عز وجل يرفع أهل الإيمان وأهل التقوى، ويخفض أهل الفجور وأهل المعاصي. فيقول: (قد يتوهم كثير من الناس أن السعادة موجودة عند صنفين من الناس: هم أهل الرياضة، وأهل الفن. فأقول: أهل الرياضة: معظمهم يعيش الشقاء في أيامه ولياليه، فمن معسكر إلى معسكر، ومن سفر إلى سفر، فلا يكاد يستقر مع أهله إلا قليلاً، ويضطر أغلبهم إلى التفريط بمستقبلهم الدراسي وعدم مواصلته؛ بسبب انشغاله الكامل بالرياضة، أضف إلى ذلك اضطرابهم عند كل مباراة، وكآبتهم عند كل هزيمة، ثم إن الإصابات تتقاذفهم من كل جانب، كما أن الخوف من رأي الجماهير ونظرتها). يعني: أي إنسان يعلق قلبه بغير الله يحس بالشقاء، فهو قد يكسب الشهرة ثم يفقدها، وقد لا يجد الشهرة ويفقد مدح الناس وقد يذمونه فيظل في شقاء، أما المؤمن فإنه يطلب وجه ربه تعالى ولا يلتفت إلى الناس سواء مدحوه أو ذموه، سواء رضوا عنه أم غضبوا. يقول: (كما أن الخوف من رأي الجماهير ونظرتها عند أي هبوط في المستوى يجعلهم يعيشون شقاء متواصلاً، ثم ماذا بعد ذلك؟ إن الناس سرعان ما ينسونهم بعد الاعتزال فيزدادون ألماً وحزناً). إذاً: فليست السعادة عند أهل الرياضة، وإن ظن الكثيرون أنها عندهم.

يتبع التكملة بإذن الله







    رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 

 
الساعة الآن 09:46 PM.
 ترقية أستايل عين السيح
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd diamond
 

تصميم معهد ترايدنت