أرجوا منكم ان تعيرو رسالتي اهتمامكم و تفيدونا بحل
سأسرد لكم قصة أختي التي تكاد أن تضع العائلة بأكملها على حافة الهاوية ...
لدي أخت أكبر مني ..تبلغ من العمر 26 سنة ..أختي منذ طفولتها مرت بضروف يمكن أن نقول أنها شبه قاسية ..حيث كانت أمي تعمل و تضطر أن تتركها عند النساء لحين عودتها من العمل ..الا ان أختي كانت تبكي بشدة لحين عودة أمي رغم أن الناس كانو يعاملونها معاملة جيدة ..كبرت أختي و كانت تختلف عنا أنها معقدة بعض الشيئ كانت نادرا ما تلعب مع الاطفال ..فقط كانت تحب الدراسة و تفوقت في دراستها ..كانت معلمتها دائما ما تستدعي أمي لتستفسر عن سبب انفراد أختي و عدم مشاركتها الاطفال اللعب ...لم نعر الأمر اهتماما في تلك الفترة فالامر كان يبدوا عاديا ..الى كبرت و التحقت بالثانوية كانت تبدوا عليها أعراض مرضية ..كانت تمر بنوبات حيث تبدأ بالصراخ و حالات اغماء ..لدرجة أنها لم تدرس لفترة طويلة ...قمنا بعرضها على رقاة شرعيين و من هنا دخلنا دوامة جديدة معها و ازدات حالتها سوءا ..فالبعض يقول سحر و البعض يقول عين ...الى أن نصحنا أحد المقربين من العائلة على أن نعرضها على طبيب أعصاب ضنا منه انها تعاني من مرض ( épilepsieأو الصرع) عرضنها لعدة أطباء و تناولت العديد من الادوية الخطيرة مثل ريفوتخيل و ديباكين ..وذلك مع العلم أنها أجرت فحوصات عديدة و كانت كلها سليمة مائة بالمائة مثل EEG و ECG و لا أحد من الاطباء استطاع تشخيص حالتها و ما تعاني منه ..و كان من الصعب جدا أن تتخلص من تلك الادوية التي كانت تشربها ....كنا نعاني كلما أتتها تلك النوبات المستمرة ..و الشيئ الذي كنا نوقف به تلك النوبات هي اخراجها في نزهة الى البحر أو لحديقة تسلية و كنا نوقفها مؤقتا فقط ...آخر طبيب لها عالجها بابر la mesotherapie و كنا نضن أنها شفيت تماما لمدة 5 سنوات من العلاج ..فتباعدت النوبات عنها و اكملت دراستها ..و دخلت الجامعة و تفوقت بالمرتبة الاولى الى أن حضيت بمنحة للدراسة في الخارج و عادت الى البلد لأنها خافت من ضياع دينها ...في تلك الفترة الدراسية لن أقول أنها شفيت تماما ..فكانت من فترة لفترة تعاني من نوبات اكتئاب ...
تخرجت من الجامعة و من هنا بدأت في مرحلة جديدة من المعاناة ...كل شيئ أصبح بالنسبة لها مشكلة تتطلب الحل السريع و الفوري و الا تبدأ بالصراخ و تلك النوبات المخيفة التي تجعل العائلة بأكملها في حالة ذعر و قلق ....
حاولت أختي أن تعمل و كل وظيفة تعملها كات تستقيل منها بسبب أو بدون سبب ...لم تستطع الثبوت في وظيفة مما أدى الى تفاقم حالتها و ازدادت سوءا ...يوما بعد يوم أصبحت تنظر الى أنه لا شيئ سيصلح معها و لا شيئ سيغير من حالتها الى الاحسن ....و هذا ما يحصل فعلا ...أختي فتاة جميلة ..و قد طلب يدها الكثير من أبي لكن المحير أنه خطبت ثلاث مرات ..و كل مرة تفشل الخطوبة بدون سبب و يعتذر أهل العريس ..ثلاث مرات متتالية و دون أن نعرف السبب ..في البداية يعجبون بها و بأخلاقها و علمها ..ثم فجأة يرفضونها ..مع العلم أنها تكون في حالة شفاء تامة عند دخول فرحة الى حياتها لدرجة أن نكذب أنها نفسها التى كانت مريضة...و تلك الانتكاسات جعلت حالتها تسوء أكثر ...نوبات مستمرة و حالات اكتئاب طويلة ...و في كل مرة لا نسمع في فمها الا ...( لما لا أشفى ..لما لا أحد استطاع أن يخرجني مما أنا فيه ...لا أحد يشعر بي ...الله لم يشفني ..لما أنا من بين كل الناس ...الى متى سأعاني ...) تبين لنا أن ايمانها بالله قد ضاع و حاول والداي تجديده فأخذاها الى العمرة ..لعل الله يبعث الشفاء ..و تتعافى من مرضها المجهول الغريب ...الا انه لا جدوى من ذلك فهي لم تتحسن و لو لشعرة ..نحاول أن نقنعها بأن الله بيده كل شيئ ..أن تتمسك به و أن تقرأ القرآن علها تتقوى علاقتها بالله .. أو حتى الاستماع الى القرآن ..كان كلامنا كالسم بالنسبة لها فهي ترفض اي اقتراح منا لها ..تصلي لكن لمجرد أنه برنامج يومي فقط ...لكن لا صلة لها بالله ..
حالتها من الاسوء الاسوء و تجرف بعائلتنا للضياع فوالداي تعبا من تهدئتها و تلبية طلباتها الخارجة عن قدرتهما على حساب بقية الأسرة ..أخواي تركا الدراسة و تكفل بهما الشارع ..فهما في فترة مراهقة و أصبحا فقط يبتعدان من الصراخ الدائم لأختي بشتى الطرق ...والداي يكبران يوما بعد يوم ...و لا حل و لا منقذ لهذه الحالة البائسة ...و العجيب أن أختي و كأنها تعاني من انفصام في الشخصية ..فهي أمام الناس فتاة لا مثيل لها ..و لم يصادف يوم أن جائتها تلك النوبات أمام أقربائنا ...و تتعامل مع الجميع بكل رزانة ..مما أدى الى تكذيب أمي و أنها فقط تتدعي أن أختي مريضة ..و فقط تدللها و لهذا السبب لا أحد يقف الى جانبنا ...لأنه لا أحد يعلم بمرارة عيشنا كل يوم ...عنفوانية اختي اللفضية و تسلطها على كل شيئ و اعتبارها لنا عبيد لها فقط نلبي ما تطلب دون اعتراض ...و يتغير مزاجنا بتغير مزاجها فان بكت يجب ان نبكي لتحس باننا نتألم أيضا ...و ان لم نفعل تقيم الدنيا و تقعدها ...و دائما تردد ان لم أجعلكم جميعا تمرضون مثلي لن أرتاح ......أرجوكم الحل ...أرجوا العون ...ساعدونا باقتراحكم ...نريد طبيبا يشخص حالتها الصعبة المعقدة ...و يستطيع ترويضها لتخرج من دوامتها ..التي أصبحت وسواسا قهريا .....لقد قهرتنا و دمرت العائلة ...نبحث عن الاستقرار ...الا يوجد طبيب في العالم يستطيع انقاذها قبل أن تجن و نجن معها ...لا تزال صغيرة ..فقط تحتاج مساعدة لنخرجها من دوامتها ....أرجوا العون منكم فلا تخذلونا